سلسلة قصص القران الكريم : معصية أدم وحواء وطردهما من الجنة. العدد 3
مطعم عين البصرة السياحي :: .... المنتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدى القصـــــــــــــــــص والروايــــــــــــــات
صفحة 1 من اصل 1
سلسلة قصص القران الكريم : معصية أدم وحواء وطردهما من الجنة. العدد 3
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، أنزله بأفصح لسان، وأودع في آيه غرر البلاغة ودرر البيان، تحدى به قوماً ملكوا ناصية الفصاحة وفنون الكلام، فبهرتهم نغماته ومداته، حركاته وسكناته، سلاسة ألفاظه، وإحكام أساليبه حتى قال قائلهم:
والله إن للقول الذي يقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته
وحُقّ للوليد بن المغيرة أن يقول ذاك، فهو يتحدث عن ( كتاب الله الذي فيه نبأ من قبلنا، وخبر ما بعدنا، وحكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، وصراطه المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأفئدة ولا تضل به الأهواء، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يخلق على كثرة الرد، لا يشبع منه العلماء ولا يملّه الأتقياء، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته إلا أن قالوا فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا { 1 } يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا { 2 }
من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم )
قال الحق تبارك وتعالى....
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ) يوسف 3
وقال أيضا ... إن هذا لهو القصص الحق
فعندما يخبرنا الحق جل وعلا عن قصة ما في القران الكريم إنما يكون ذلك لأخذ العبرة والعظة منها وعدم إتباع طريق من هلك من أصحابها لهذا جاءت قصص القران الكريم لتخبرنا عما حدث في الأمم السابقة على لسان النبي الامى ولتثبت أن هذا الكلام وهذا القران إنما هو وحى يوحى وانه من عند علام الغيوب وليس بدعا من الرسل
لذا سوف نستعرض هنا للقصص التي وردت في القران الكريم بداية من خلق ادم عليه السلام ومرور بقصص الأنبياء والحيوان في القران وانتهاء بقصة خير من مشى على تراب الأرض وشرفت وعظمت وتباهت الأرض بأنه وطأ ترابها سيد الخلق وإمام الحق صلوات ربى وسلامه عليه
بعد ما قرأنا قصة خلق امنا حواء في الدرس السابق
أمر الله آدم عليه السلام أن يسكن هو وزوجته الجنة فقال: { وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ } [البقرة: 35] .
ماذا ستفعل أول ما تدخل الجنة؟ يا ترى هل ستجري؟ أم ستسجد شكراً لله؟ أم ستبكي من الفرحة؟ أم ستحضن النبي صلى الله عليه وسلم؟ أو أن النبي صلى الله عليه وسلم سيأخذك إلى قصرك، وتتمتع بالنظر إلى قصرك، والنبي صلى الله عليه وسلم يصفه لنا في الحديث:لبنة من ذهب ولبنة من فضة، ملاطها المسك، وحصباءها اللؤلؤ.
ولكن الأجمل من كل هذا : وسقفها عرش الرحمن...! النبي صلى الله عليه وسلم يصف لنا الدنيا بأنها لا تساوي شيئاً مقابل الجنة، نحن جئنا فعلاً لإعمار هذه الأرض، وإصلاحها، وأُمرنا بالعمل فيها وهذا تكليف من الله سبحانه حتى يرى عملنا، لكنه لا بد أن نعود إلى المكان الذي خُلقنا له: الجنة. النبي صلى الله عليه وسلم يقول:لقاب قوسين في الجنة خير من الدنيا وما فيها. فنحن لو حصلنا على هذه المساحة الصغيرة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، أحلى من الدنيا وما فيها. المتر على البحر كم يساوي في هذه الدنيا؟ المتر في الجنة أرخص، المتر في الجنة بركعتين قيام في الليل، وبغض بصر، وبطاعة، وبدمعة من خشية الله. نحن والدينا من الجنة، نريد أن نعود إليهما، ووجودنا هو فقط مرحلة مؤقتة.
ثم إن الله أخبرنا عندما قال لسيدنا آدم: "إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى" (طـه:118 ) " وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى" (طـه:119 )
وقال الله لنا: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ما أجمل ما رأيته في حياتك؟ هل سافرت وشاهدت أجمل بقاع الدنيا ، ثم لنرى ترتيب الحديث، جاء النظر في الترتيب الأول، ثم أتبعه بالسمع، لأنه تكون قد سمعت ولكنك لم تر، فأنت سمعت عن القمر، وعن الكواكب، ولكنك لم تشاهدها. ثم يأتي ما هو أوسع من دائرة السمع والبصر: الخواطر التي لا حد لها. فكل ما شاهدته، أو سمعت عنه، أو حتى خطر على بالك لايساوي ما أعده الله لعباده الصالحين.
تخيل جبل كله خضرة وقصرك في وسط كل هذا. لذلك الله يقول لعبده: تمنى يا عبدي...، فمهما تمنيت قليل بكثير عن الذي وعدنا الله به.
ولنعود إلى آدم وإلى قول الله عزّ وجل: "إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى". هل كلمة تعرى مهمة جداً حتى يذكرها الله لنا؟ من المعروف أن الإنسان الأول كانت تظهره الصور شبه عاري، ولكن قول الله لسيدنا آدم يثبت عكس ذلك، فالبشرية لم تعرف العري في زمنها الأول، وهذه المعلومة خطأ سار على مدى العصور، فالعري لم يأت إلا بعد أن تطورت البشرية وتقدمت.
يقول الله تبارك وتعالى :"وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ" (الأعراف:19 )
الجنة فيها آلاف الشجر، كل الأنواع والتي كان سيدنا آدم يستطيع أن يأكل منها كلما شاء، إلاّ شجرة واحدة أمره الله سبحانه أن لا يقربها هو وزوجته حواء. ولكن كيف أكل آدم من هذه الشجرة وكيف استطاع الشيطان أن يقنعه أن يأكل منها.
هنا تبدو الطريقة الأساسية للشيطان بتزيين المعصية: طريقة واحدة عملها مع أبونا أدم، يجعلنا نرى ما ليس في يدنا أجمل مئة مرة من الذي في يدنا، بحيث يجعلك تحب الحرام، وتكره الحلال، أعطيك مثال على ذلك: رجل زوجته جميلة، صاحبة أخلاق عالية، وتحبه وتعمل على إسعاده، ولكنه فجأة تراه يجري وراء امرأة أخرى، ويرتكب المعصية، والناس كلها تنصحه، ولكن دون جدوى. فالشيطان يكرر ذلك معنا مثل ما فعلها مع سيدنا آدم وزين له الشجرة رغم آلاف الشجر التي كانت في الجنة. ولنسأل أنفسنا كم مرة ضحك علينا وبهذه الطريقة؟ فإذا ما قارناّ بين ما أحل الله لنا، وما حرمه، نجد أن الحلال أكثر بكثير من الحرام. الشيطان يزين الخمرة، رغم أنه هناك مشروبات كثيرة أخرى، والربا يزينه لنا، ومعاصي وذنوب أخرى. فمهمة الشيطان تزيين الحرام، ليترك الإنسان الحلال، ويتعلق بالحرام. ولنرى كيف كان أسلوب الشيطان مع سيدنا آدم: "...وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ" (الأعراف:20 )
في هذه الآية نرى كيف أن الشيطان يخاطب الغريزة البشرية والذي هي من "حمأ مسنون"، وأوحى لهما إن هما أكلا من هذه الشجرة سيكونان من الخالدين. والجدير بالذكر أن هناك من يعتقد أن في الجنة شجرة اسمها شجرة الخلد، فهذا الكلام ليس صحيحاً، وإنما هذا قول الشيطان. فسيدنا آدم أكل من الشجرة وها هو قد مات ولم يخلد، ولكن الشيطان يسمي الأسامي بغير اسمها، فالشجرة كانت محرمة على سيدنا آدم، ولكن الشيطان سماها له بشجرة الخلد.
فلنحذر من أساليبه، مثال على ذلك:العري حرام، ولكن الشيطان يصفه لنا بالموضة، فهو مهمته تزيين المعصية.ثم لنرى فعل الشيطان مع سيدنا آدم في الآيات التالية: " وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ" (الأعراف:21 )
فالآيات تصور لنا الذي حصل، وقاسمهما:أي أقسم لهما، لأن التجربة هذه ستحدث مع كل واحد منا، فالواضح أن آدم وحواء لم يستجيبا للشيطان فوراً، ولم يوافقاً بسهولة، كان عندهما مقاومة، ولكن آدم كان ينظر إلى الأمور بطريقة مثالية، فعندما أقسم له الشيطان، فالذي حدث أنه صدق إبليس، وأكل من الشجرة.
"فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ" (الأعراف:22 )
فدلاهما بغرور: أي تركهما معلقان. وهذه تحدث معنا كل يوم، من مال حرام، وبنت تدخل في زواج عرفي و..و..
أول ما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما، وكان يجريان في الجنة، يلتقطان أوراق الشجر لكي يغطيا أنفسهما، من كثرة الخجل.
ما هي حقيقة العري؟ والتي يأتي ذكرها في كل هذه الآيات؟
هل لنا أن نتخيل لحظة النداء من الله عزّ وجل لسيدنا آدم وحواء؟ كيف كيف كان إحساسهما، وحسرتهما، وبعد التكريم من الله سبحانه لسيدنا آدم، نفخ الله فيه من روحه، وأسجد له الملائكة، كيف به بعد هذه المعصية؟
ولذلك كما جاء في الحديث، كيف أن آدم وحواء بعد أن أكلا من الشجرة، كانا يجريان في الجنة فناداهما الله: يا آدم أفراراً مني، قال لا يارب ولكن حياءً.
ولكن هنا ملحوظة مهمة نلاحظها في هذه الآية: " فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا" الشيطان كان يريد أن يعريهم بأي طريقة، هدف الشيطان تعرية آدم وحواء، وهذه خطيرة جداً تتكلم عن نفس الخطورة في عصرنا الذي نعيش فيه، فالشيطان أدرك أن آدم إذا عصا الله سيحدث له ما حدث لأن الله قال له: "إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى"، عرف إبليس أن أسهل طريقة وأسرعها للإفساد هي العري. فهل رأينا يا شباب، ويا نساء ويا بنات: فالعري تكون نتيجته أن تضعهم في معاصي صعبة، والعري نتيجته: نظرات متبادلة، اختلاط مستهتر، قنوات إباحية، زواج عرفي..الخ
فالآيات في سورة الأعراف: من آية 20 إلى 23 جاء فيها ما حدث لسيدنا آدم، ثم تأتي الآية 26 تعليقاً على هذه الآيات، ودائماً في القرآن عندما تنتهي أي قصة يأتي في آخر آية تعليقاً وخلاصة لما حدث "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ.." (الأعراف:26 ) هل تريد أن تتأكد أكثر أن خطة الشيطان هي العري: "يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا..." (الأعراف:27 )
أليس هذا قرآننا؟ انظر إلى كلمة ينـزع: هل نتخيل الشيطان وهو يزين للفتيات المعصية من أن تلبس مثلً االمايوه، أو الميني جوب، أو غير ذلك.
فالشيطان يعلم أن أسهل طريقة للفساد هي العري. وكأن الله يقول بداية الفتنة: "ينزع عنهما لباسهما".
الحقيقة هناك أمر عجيب، أن هذه هي طريقة الشيطان في كل زمان ومكان على مر الأزمان، كان قد فعلها مع العرب في الجاهلية عندما ضحك عليهم ووسوس لهم أن لا يطوفوا بثياب عصوا الله فيها، أمرهم أن يطوفوا الكعبة وهم عراة. لأن العرب في ذلك الوقت كان عندهم حياء، فضحك عليهم عن طريق العبادة، وفعلها في العصر الحديث، عصر التقدم والتكنولوجيا، أن هذا عصر الحرية، وبداية الحرية أن تتعرى النساء. وأصبح العري قمة الحرية. وكان الشيطان يلاعب الناس في كل زمان، ونسمع عن شواطئ العراة، ومجلات فيها كذا وكذا.. في كل مجلاتنا نرى صور...، وكل هذا باسم الموضة والشيطان يستخدم قضية العري للفساد.
فهل نرى أن قضية الحجاب قضية خطيرة غير عادية، ومن يقول لك إن الحجاب ذكر مرة واحدة في القرآن، فقصة نزول آدم كان وراءها العري. فنحن في منتهى الخطورة، وأوجه كلامي إلى نساءنا وبناتنا أين الحجاب ؟ لا تدعي إبليس يمارس القضية نفسها، ولا أقصد نساءنا المحتشمات، معاذ الله، ولكن افعلي كما أمرك الله، ولا تدعي الشيطان يضحك عليك.
وأكل آدم وحواء من الشجرة، ولكن أخطر أمر أردت أن أتكلم عنه هو قضية في غاية الخطورة وهي قضية العري، وأنها أسهل وسيلة للإفساد. فيا شباب، ويا أباء ويا أمهات، يا مسلمين، لنشدد على مسألة الإحتشام، ومسألة الحجاب، ونجد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تهديد في مسألة العري: الأصل أن تتحجبي، وهذا فرض، والتي لا تستطيع أن تتحجب فالاحتشام، لأن مسألة العري في منتهى الخطورة وهذه سكة إبليس. أما من لا تريد أن تحتشم فستجدين حديثاً في منتهى الشدة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم:صنفان من أمتي لا يدخلون الجنة ولايجدون رائحة الجنة وإن رائحة الجنة لتشم من مسيرة خمسمائة عام، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلون الجنة ولا يجدون رائحة الجنة وإن رائحة الجنة لتشم من مسيرة خمسمائة عام.
أما نحن ما الذي حدث لنا؟ ولماذا نريد أن نقلد الغرب فيما فشلوا فيه ولا نقلدهم فيما نجحوا فيه. فأؤكد لكم مرة ثانية أن هذه الحلقة في منتهى الخطورة، وهذه سكة إبليس، وهذا كان هدف إبليس، فأرجوكم يا أباء وأمهات، ويا نسائنا احذروا من سكة إبليس.
النقطة الأخيرة، هل فعلاً حواء هي التي أغوت آدم؟ هل حواء هي السبب في معصية سيدنا آدم، وهل هي السبب في نزوله من الجنة؟ كل الأديان الأخرى تقر بذلك إلاّ الإسلام لم يذكر هذا، ولا يُحمّل حواء وأنها السبب في معصية آدم، بل أن الاثنان مشتركان في ذلك.
فنحن نرى كيف أنه كلما ذكرت هذه القصة تذكر بصيغة المثنى: فوسوس لهما، وقاسمها، لكما، فدلاهما، فلما ذاقا، بدت لهما سوآتهما، ونادهما ربهما، ألم أنهمكا. هل هناك أكثر من ذلك وضوح؟ ليس هذا فحسب، فهناك آيات أخرى تثبت أن آدم هو المسؤول : "....وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى" (طـه: من الآية121 ) و قال الله: " قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا..." (الأعراف: الآية13) فالإسلام يحمل آدم المسؤولية، قد يكون أننا تأثرنا بكتب أخرى وحضارات أخرى، لكن كما رأينا فليست حواء المسؤولة فقط وإنما هما يشتركان في المعصية. وهذه نقطة مهمة، ليس فقط من أجل نسائنا، وإنما من أجل حق الله.
توبة ادم
أكل أدم وحواء من الشجرة وعصوا الله تبارك وتعالى .. ما هي نتائج معصية آدم ؟
نتائج معصية آدم أربعة أشياء:
1) الفضيحة : فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (طـه:121)
2) إخراجه من الجنة : إخراجه من جوار الله تبارك وتعالي )قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:38)
3) النداء عليه باسم العصيان : )فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (طـه:121)
4) عتاب الله عز وجل: وهي أصعب ما فيهم )... وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ) (لأعراف:22)
أصعب شيء علي الإنسان يوم القيامة هو عتاب الله عز وجل ...
ينادى يوم القيامة .. فلان بن فلان هلم للعرض على الجبار .. تخيل
تخيل وربنا تبارك وتعالي يقول بوم القيامة (عبدي اقرا كتابك).. تخيل أنت تقرأ ما عملت من معصية ...أمام الله تبارك وتعالى ..لا تستهون بمعصيتك ....آدم بسبب لقمة واحدة من الشجرة ..خرج من الجنة .فلننظر إلي أنفسنا ماذا فعلنا في سنوات عمرنا .
ما هو أثر المعصية علينا ؟؟ راجع شريط حياتك وترى أثر المعصية علي حياتك .. تذكر كل معصية أنت فعلتها ماذا كان نتيجتها ؟ نتيجة المعصية الله هى:
1- غضب الله تبارك وتعالي : الحديث الذي يرويه الامام أحمد بن حنبل في مسنده ((أنا الله لا اله الا أنا ، إن أطعت رضيت وإن رضيت باركت وبركتي ليس لها منتهى وإن عصيت غضبت وإن غضبت لعنت ولعنتي تصل إلي السابع من الولد ))
2-يكرهك ويبغضك المؤمنين ، يقول الحسن البصري ((ليحذر أحدكم أن يلعنه المؤمنون وهو لا يشعر )) قالوا ((كيف )) قال ((يعمل بمعصية الله فيلقي الله كراهيته في قلوب المؤمنين ))
3- وحشة بينك وبين الله : تشعر أنك بعيد عن الله تبارك وتعالى .. غير قادر التقرب منه
4-وحشة بينك وبين الناس : يقول أحد التابعين ((أن أعرف أثر معصيتي في سلوك زوجتي ودابتي))..تتغير طريقة معاملة زوجتي ..معي .. حتى الدابة الخاصة بي.
5- الحرمان من الطاعة : يحكي أحد الصاحين أنه كان يعبد الله كثيرا وفي فترة عصى الله
تبارك وتعالى وبعد ذلك قال لنفسه ((أن الله يجازي العاصى بذنوبهم وأنا لم يحدث لي شيء)) وسال بينه وبين نفسه عن العقاب !! وبعد فترة راى رؤية في منامه من ناديه ويقول له ((قد عاقبك الله وأنت لا تدري )) قال ((كيف؟؟)) قال ((حرمك لذة الطاعة ولذة المناجاة))
6- يمحق الله بركة الرزق والعمر : لا يبارك الله في عمرك وان كان طويلا ورزقك يكون كثير ولا يوجد بركة فيه .
7- تحرم الخير : مثال شاب يعصى الله تبارك وتعالى ويشاهد قنوات إباحية فيحرم من زوجة جميلة تقية طاهرة مخلصة عابدة كانت مكتوبة له بسبب معاصيه .
8- سواد في الوجه: يقول الحسن البصري ((إن من نتائج الطاعة بياض في الوجه ونور في القلب ومحبة في قلوب الناس وسعة في الرزق وقوة في البدن ، وإن من نتائج المعصية ظلام في الوجه وظلمة في القلب وبغض في قلوب الناس وقلة في الرزق وضعف في البدن )).
9- الحرمان من قول الشهادة لحظة الوفاة : ينعقد اللسان لحظة الوفاة ولا تقدر علي قول الشهادتين ..وهي من أسوأ النتائج . شاب بيحكي لي : أنه كان في طائرة وحضر ملك الموت لرجل يجلس بجانبه وبدأ الشاب يلقنه الرجل الشهادة ويقول له ((قول لا إله الإ الله)) يقول الرجل وهو يموت ((إعطني الشنطة .. الشنطة فيها فلوسي)) يقول الشاب ويمسك الرجل ويعنفه ويقول له ((قل لا إله إلا الله)) يقول له ((إعطني الشنطة .. الشنطة فيها فلوسي)) يصر الشاب ويقول للرجل ((إنك تموت قل لا إله الأ الله)) يقول له الرجل وهو يموت ((هذه الكلمة كل ما أهم بقولها .. لا أقدر!!!!)إحذر المعصية .. المعصية خطيرة .. حاسب نفسك وأنظر إلي أثر المعصية في حياتك .
الفرق بين سيدنا آدم وكثير من الناس .. أن آدم لحظة ما عصى أحب ان يتوب ويعود إلي الله ولكن هناك ناس عندما تعصي تهرب من المعصية ولا تعود وتهرب وتنام .فيدخل ينام فينام علي المعصية فيستيقظ علي المعصية ويستيقظ أسوأ من الأمس ويتراكم الذنب علي الذنب إلي أن يعمى القلب ويصدأ .ولكن سيدنا آدم عندما عصى أحب أن يعود إلي الله ويتوب ولكن وقتها كان لم تاتي بعد كلمة التوبة ..كان لا يدري ماذا يفعل كي يتوب ويرجع إلي الله .. يروي الحاكم ((فظل آدم وحواء يجريان في الجنة لا يدريان ماذا يفعلان ، فناداه الله تبارك وتعالي وقال له "أفرارا مني يا آدم " ، قال آدم "لا بل حياء منك يا رب" )).
يا شباب .. لو عصيتم علي الأقل اشعروا بالحياء أنكم عصيتم الله تبارك وتعالى ..لذلك يقول ابن القيم ((وفرحك بالذنب أشد عند الله من الذنب ، وضحكك وأنت تفعل الذنب بلء فيك أعظم عند الله من الذنب ، وحزنك على فوات الذنب إذا فاتك أشد عند الله من الذنب ، وحرصك أن تستر نفسك وأنت تذنب والأ يطلع عليك أحد ولا يضطرب قلبك لحظة أن الله مطلع عليك ..أشد عند الله من الذنب ))
الأن آدم يرغب في التوبة والعودة إلي الله .. ولكن لا يدري ما هو طريق التوبة؟؟
)فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:37) هذه الآية غاية في الأهمية وتشعرك بعظمة الله تبارك وتعالى ..لماذا ؟؟ لأن الله تبارك وتعالي بجوده وفضله ونعمته علم آدم كيف يتوب إليه ولقنه كلمات إذا قالها .. غفر له ...
ما هي هذه الكلمات ؟؟؟)قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (لأعراف:23) ولذلك نجد أن سيد الأستغفار الذي علمنا النبي صلي الله عليه وسلم أن نقوله في أذكار الصباح والمساء مشتق من هذه الايات .. سيد الأستغفار
((اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وأنا عبدك وانا على عهدك ووعدك ماستطعت اعوذ بك من شر ماصنعت وابوء لك بنعمتك علي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت))فمن قاله في النهار ومات دخل الجنة ومن قاله في الليل ومات دخل الجنة.
ويقول الحاكم بعد أن تاب آدم قال .. يا رب ألم تخلقني بيديك .. يا رب ألم تنفخ في من روحك.. يا رب ألم تدخلني الجنة .. يارب ألم تقل لي عندما عطست يرحمك ربك ..يارب ألم تقل لي أن رحمتك سبقت غضبك .. يارب إن تبت إليك ..أأنت راجعي إلي الجنة ؟؟ قال "نعم يا آدم ..أنت وذريتك
سبحان الله ... يجب عبينا ان نفعل مثل أبونا آدم ونتوب إلي الله ..إياكم والإصرار علي الذنب ..اخشوا من الله وتوبوا إليه.. اخشوا من عدم العتق نتيجة الإصرار على الذنب ..
انووا التوبة الآن ... توبوا إلي الله الآن .. الآن .
كتب فوق العرش ( إن رحمتي سبقت غضبي) إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) يقول الصحابة (كنا نعد لرسول الله في الجلسة الواحدة أكثر من مائة استغفار)
توبوا إلي الله .. الفرصة الآن ذهبية .. نحن في شهر الرحمة في شهر المغفرة في شهر العتق والشياطين مسلسلة.. لوأنتي غير محجبة اتحجبي الليلة وتوبي إلي الله ..أوقفوا الذنوب وأبدأوا مع الله عهد جديد .. وتكون ليلة توبتك هي ليلة عتقك بإذن الله .
والحديث الجميل:إن الله يفرح بتوبة عبده ..
أحلى يوم في حياتك ... هو اليوم الذي يتوب الله عليك فيه ..إدعوا ربنا تبارك وتعالى أن يتوب عليك في رمضان فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الله أرحم بكم من الأم الحنون لابنها) وعندما رأى أم تحمل ابنها (أترون هذه الأم تلقي بابنها في النار قالوا لا يا رسول الله قال فالله أرحم بكم من هذه الأم بولدها)
ماذا حدث بعد توبة الله على آدم؟ ماذا كانت نتيجة التوبة ؟ اجتباه الله تبارك وتعالى فصار نبيا، سئل النبي صلى الله عليه وسلم "يا رسول الله أي الأنبياء كان أول" قال النبي "آدم" ، فقال الصحابي "أكان نبيا يا رسول الله " قال "نعم نبيا مكلم"
وهذا يعني أنك عندما تعصي وتتوب تعلو عند الله سبحانه وتعالى ...
بل أكثر من ذلك ..أنت ممكن تكون عاصي وشديد الذنب وتتوب إلي الله في رمضان وتكون عبادتك إلي الله وقربك إلي الله أشد من الطائعين ..ليس بالعلم ولا بقراءة القرآن .. ولكن بشدة إرتباط قلبك بالله تبارك وتعالى.
ونزل آدم إلي الأرض وبكى كثيرا حزين علي فراق الجنة وفراق جوار الله تبارك وتعالى
ولكن انظروا لمعنى التذلل لله ماذا قال الله لآدم بعد نزوله إلي الأرض ، ناداه الله تبارك وتعالى "يا آدم كنت تدخل علي دخول الملوك على الملوك والآن تدخل علينا دخول العبيد على الملوك وذلك أحب إلينا ، يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك من المعصية ، فعلى من أجود برحمتي وعلى من أجود بعفوي وعلى من أجود بكرمي ، يا آدم أنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائيين ، يا آدم ذنب تتذلل به إلينا أحب إلينا من طاعة ترائي بها علينا يا آدم لا تجزع من قولي لك أخرج منها فلك خلقتها ولكن أهبط إلي الأرض وابذر بذور المجاهدة ، وجاهد في سبيلي واصلح أرضي حتى إذا اشتقت إلي الجنة .. تعال أدخلك إياها "
كلمات جميلة جدا .. رسالة لكل شخص.. تذلل إلي الله واشتغل وأعلم أن الأرض دار إصلاح واشتغل .. واشتاق إلي الجنة .. سيدخلك الله تبارك وتعالى اياها
مواضيع مماثلة
» سلسلة قصص القران الكريم : خلق حواء. العدد 2
» سلسلة قصص القران الكريم ...... خلق أدم
» سلسلة قصص القران الكريم..... كيد يوسف لإخوته
» سلسلة قصص القران الكريم ...لوط عليه السلام
» سلسلة قصص القران الكريم ...اسماعيل عليه السلام
» سلسلة قصص القران الكريم ...... خلق أدم
» سلسلة قصص القران الكريم..... كيد يوسف لإخوته
» سلسلة قصص القران الكريم ...لوط عليه السلام
» سلسلة قصص القران الكريم ...اسماعيل عليه السلام
مطعم عين البصرة السياحي :: .... المنتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدى القصـــــــــــــــــص والروايــــــــــــــات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى