سلسلة قصص القرآن الكريم ... موسى والعبد الصالح ( 1 )
مطعم عين البصرة السياحي :: .... المنتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدى القصـــــــــــــــــص والروايــــــــــــــات
صفحة 1 من اصل 1
سلسلة قصص القرآن الكريم ... موسى والعبد الصالح ( 1 )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، أنزله بأفصح لسان،وأودع في آيه غرر البلاغة ودرر البيان،
تحدى به قوماً ملكوا ناصية الفصاحة وفنون الكلام، فبهرتهم نغماته ومداته،حركاته وسكناته، سلاسة ألفاظه، وإحكام أساليبه حتى قال قائلهم:
والله إن للقول الذي يقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله،وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته
وحُقّ للوليد بن المغيرة أن يقول ذاك، فهو يتحدث عنكتاب الله الذي فيه نبأ من قبلنا،وخبر ما بعدنا،وحكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل،
من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله،فهو حبل الله المتين،ونوره المبين، وصراطه المستقيم،
وهو الذي لا تزيغ به الأفئدة ولا تضل به الأهواء،ولا تتشعب معه الآراء،
ولا يخلق على كثرة الرد، لا يشبع منه العلماء ولا يملّه الأتقياء،وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته إلا أن قالوا
فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا { 1 } يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا
{ 2 }من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم)
قال الحق تبارك وتعالى....نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَوَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ))
وقال أيضا ... إن هذا لهو القصص الحق
فعندما يخبرنا الحق جل وعلا عن قصة ما في القران الكريم
إنما يكون ذلك لأخذ العبرة والعظة منها وعدم إتباع طريق من هلك من أصحابها
لهذا جاءت قصص القران الكريم لتخبرنا عما حدثفي الأمم السابقة على لسان النبي الامى
ولتثبت أن هذا الكلام وهذا القران إنما هو وحى يوحىوانه من عند علام الغيوب وليس بدعا من الرسل
لذا سوف نستعرض هنا للقصص التي وردت في القران الكريم
بداية من خلق ادم عليه السلام ومرور بقصص الأنبياء والحيوان في القران
وانتهاء بقصة خير من مشى على تراب الأرضوشرفت وعظمت وتباهت الأرض بأنه وطأ ترابها
سيد الخلق وإمامالحق صلوات ربى وسلامه عليه
موسى والعبد الصالح
ملخص قصة العبد الصالح
عتب الله على موسى -عليه السلام- لأنه أجاب بني إسرائلي حين سألوه أي الناس أعلم... بأنه هو.
فأوحى له الله تعالى بوجود رجل عند مجمع البحرين أعلم منه.
فصحبه موسى وكان الرجل -الخضر- يتصرف بشكل غريب كأن خرق السفينة التي نقلتهم،
وقتل غلاما بريئا، وبنى حائطا. وكانا قد اتفقا ألا يسأله موسى عن سبب تصرفاته.
لكن موسى كان يسأله عن الأسببا فافترقا وبين الخضر لموسى أن هذا من علم الله
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا
كان لموسى -عليه السلام- هدف من رحلته هذه التي اعتزمها، وانه كان يقصد من ورائها امرا،
فهو يعلن عن تصميمه على بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة،
ومهما يكن الزمن الذي ينفه في الوصول. فيعبر عن هذا التصميم قائلا (أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا).
نرى أن القرآن الكريم لا يحدد لنا المكان الذي وقت فيه الحوادث، ولا يحدد لنا التاريخ،
كما أنه لم يصرح بالأسماء. ولم يبين ماهية العبد الصالح الذي التقاه موسى،
هل هو نبي أو رسول؟ أم عالم؟ أم ولي؟
اختلف المفسرون في تحديد المكان، فقيل إنه بحر فارس والروم، وقيل بل بحر الأردن أو القلزم،
وقيل عند طنجة، وقيل في أفريقيا، وقيل هو بحر الأندلس..
ولا يقوم الدليل على صحة مكان من هذه الأمكنة، ولو كان تحديد المكان مطلوبا لحدده الله تعالى..
وإنما أبهم السياق القرآني المكان، كما أبهم تحديد الزمان، كما ضبب أسماء الأشخاص لحكمة عليا.
إن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب.. وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي..
إنما نحن أمام علم من طبيعة غامضة أشد الغموض.. علم القدر الأعلى،
وذلك علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة.. مكان اللقاء مجهول كما رأينا.. وزمان اللقاء غير معروف هو الآخر..
لا نعرف متى تم لقاء موسى بهذا العبد.
وهكذا تمضي القصة بغير أن تحدد لك سطورها مكان وقوع الأحداث، ولا زمانه،
يخفي السياق القرآني أيضا اسم أهم أبطالها.. يشير إليه الحق تبارك وتعالى بقوله:
عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا
هو عبد أخفى السياق القرآني اسمه.. هذا العبد هو الذي يبحث عنه موسى ليتعلم منه.
لقد خص الله تعالى نبيه الكريم موسى -عليه السلام- بأمور كثيرة.
فهو كليم الله عز وجل، وأحد أولي العزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد،
والنبي الذي أنزلت عليه التوراة دون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما..
هذا النبي العظيم يتحول في القصة إلى طالب علم متواضع يحتمل أستاذه ليتعلم..
ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذي يتجاوز السياق القرآني اسمه، وإن حدثتنا السنة المطهرة
أنه هو الخضر -عليه السلام- كما حدثتنا أن الفتى هو يوشع بن نون،
ويسير موسى مع العبد الذي يتلقى علمه من الله بغير أسباب التلقي الني نعرفها.
ومع منزلة موسى العظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى.. يفهمه أنه لن يستطيع معه صبرا..
ثم يوافق على صحبته بشرط.. ألا يسأله موسى عن شيء حتى يحدثه الخضر عنه.
والخضر هو الصمت المبهم ذاته، إنه لا يتحدث، وتصرفاته تثير دهشة موسى العميقة..
إن هناك تصرفات يأتيها الخضر وترتفع أمام عيني موسى حتى لتصل إلى مرتبة الجرائم والكوارث..
وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى.. وتثير تصرفات الخضر دهشة موسى ومعارضته..
ورغم علم موسى ومرتبته،
فإنه يجد نفسه في حيرة عميقة من تصرفات هذا العبد الذي آتاه الله من لدنه علما.
وقد اختلف العلماء في الخضر:
فيهم من يعتبره وليا من أولياء الله، وفيهم من يعتبره نبيا..
وقد نسجت الأساطير نفسها حول حياته ووجوده، فقيل إنه لا يزال حيا إلى يوم القيامة،
وهي قضية لم ترد بها نصوص أو آثار يوثق فيها، فلا نقول فيها إلا أنه مات كما يموت عباد الله..
وتبقى قضية ولايته، أو نبوته.. وهي قضية محيرة حقا..
نرجئها حنى ننظر في قصته كما أوردها القرآن الكريم.
قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق،
ويبدو أن حديثه جاء جامعا مانعا رائعا..
بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني إسرائيل:
هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟
قال موسى مندفعا: لا..
وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه، فبعث إليه جبريل يسأله:
يا موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟
أدرك موسى أنه تسرع.. وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له:
إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.
تاقت نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم، وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم..
سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في مكتل، أي سمكة في سلة..
وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم..
انطلق موسى -طالب العلم- ومعه فتاه.. وقد حمل الفتى حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم.
وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه إلا معجزة ارتداد الحياة للسمكة القابعة
في السلة وتسربها إلى البحر.
ويظهر عزم موسى -عليه السلام- على العثور على هذا العبد العالم
ولو اضطره الأمر إلى أن يسير أحقابا وأحقابا.
قيل أن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما. على أية حال فهو تعبير عن التصميم،
لا عن المدة على وجه التحديد.
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا
لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ
وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِي
يتبع باذن الله
مواضيع مماثلة
» سلسلة قصص القرآن الكريم ..... موسى عليه السلام ( 1 )
» سلسلة قصص القرآن الكريم ..... موسى عليه السلام (2)
» سلسلة قصص القرآن الكريم ... موسى عليه السلام ومواجهة فرعون
» سلسلة قصص القرآن الكريم ..... موسى عليه السلام ومواجهة فرعون(3)
» سلسلة قصص القرآن الكريم ....مؤمن آل فرعون
» سلسلة قصص القرآن الكريم ..... موسى عليه السلام (2)
» سلسلة قصص القرآن الكريم ... موسى عليه السلام ومواجهة فرعون
» سلسلة قصص القرآن الكريم ..... موسى عليه السلام ومواجهة فرعون(3)
» سلسلة قصص القرآن الكريم ....مؤمن آل فرعون
مطعم عين البصرة السياحي :: .... المنتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدى القصـــــــــــــــــص والروايــــــــــــــات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى